عن جابر بن عبد الله_ رضى الله عنه_ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال:
( من لا يرحم لا يرحم ).
معنى الرحمة من عند الله تعالى : صفة من صفاته تقتضى الإحسان والإنعام.
معنى والرحمة من الإنسان: رقة فى قلبه تقتضى العطف والحنان.
شرح الحديث
لهذا الحديث سبب:
وهو أن الأقرع بن حابس التميمى كان جالسا عند النبى صلى الله عليه وسلم
وكان حديث عهدبالإسلام_فأبصر النبى_ صلوات الله وسلامه عليه_
وهو يقبل حفيده الحسن بن على_ رضى الله عنهما_ فى مداعبة
الأب الرحيم وحنان الجد الكريم. فدهش الأقرع لهذا الحنان الذى لم
يألفه وقال: إن لى عشرة من الأولاد ما قبلت منهم أحدا، فنظر إليه
النبى _ صلوات الله وسلامه عليه_ نظرة المتعجب وقال : ( من لا يرحم لا يرحم)
أى من لا يرحم خلق الله فليس أهلا لأن تناله رحمة الله، فإن رحمة الله وسعت كل شىء محرمة على الأشقياء الذين نزعت من قلوبهم الرحمة فلم تجد إليها سبيلا لقول
الرسول صلوات الله وسلامه عليه ( لا تنزع الرحمة إلا من شقى ).
ليست الرحمة إذا مقصورة على الأهل والولد والأحبة بل ليست مقصورة على الناس
وإنما هى عامة شاملة لجميع الخلق فتشمل البهائم والطيور والدواب.
ويدخل فى الرحمة بها تعهدها بالإطعام والسقى والتخفيف عنها فى الحمل.
وعدم الإعتداء عليها بالضرب والإيذاء وقد أخبرنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أن رجلا وجد كلبا يلهث يأكل الثرى من العطش فنزل بئرا وسقى الكلب فشكر
الله له وغفر له. كما أخبرنا أن إمرأة عذبها الله بالنار لقسوتها على هرة حبستها حتى
ماتت. فلا هى أطعمتها إذ حبستها، ولا هى تركتها تأكل من خشاش الأرض.
وإذا طلب من العبد الرحمة بجميع الخلق فأولاهم بها نفسه التى بين جنبيه، ورحمتها
بامتثال أوامر الله واجتناب نواهيه.حتى يكون ذلك وقاية لها من الغضب الله وسخطه،
وسبيلا إلى رحمته ورضوانه. ومن الحمق والجهل أن يرحم المرء غيره. ولا يرحم نفسه
ومن الرحمة بالأولاد والأهل الناشئين أن نعلمهم ونرشدهم ، ونؤدبهم بل نقسوا عليهم
فى التأديب إذا دعت المصلحة إلى القسوة. خوفا عليهم، وحرصا على مستقبلهم.
ومن الرحمة بالأمة إقامة الحدود على مستحقيها، وحمايتها من أعدائها، والدفاع عنها
بالنفس والمال، وكل مرتخص وغال، ولأن الله _ تعالى_ يحب الرحمة والرحماء، وصف نفسه بالرحمن الرحيم، وأرسل خاتم النبيين رحمة للعالمين، وأثنى عليه بأنه
( بالمؤمنين رءوف رحيم ). ثم دعا نبى الرحمة_ صلوات الله وسلامه عليه_ إلى
أن نبدأ باسم الله الرحمن الرحيم كل أمر من أمورنا : طعامنا وشرابنا ومنامنا، وسائر
أحوالنا لنتربى على الرحمة تربية عملية ، تختلط بقلوبنا ، وتمتزج بنفوسنا وأعمالنا
ولنكون أهلا لرحمة الله فى الدنيا والآخرة ، وهو خير الراحمين.
ما يرشدنا إليه هذا الحديث
الإرشاد إلى التحلى بالرحمة والرفق.
التنويه بجزاء الرحماء وسوء عاقبة القساة.
قال:
( من لا يرحم لا يرحم ).
معنى الرحمة من عند الله تعالى : صفة من صفاته تقتضى الإحسان والإنعام.
معنى والرحمة من الإنسان: رقة فى قلبه تقتضى العطف والحنان.
شرح الحديث
لهذا الحديث سبب:
وهو أن الأقرع بن حابس التميمى كان جالسا عند النبى صلى الله عليه وسلم
وكان حديث عهدبالإسلام_فأبصر النبى_ صلوات الله وسلامه عليه_
وهو يقبل حفيده الحسن بن على_ رضى الله عنهما_ فى مداعبة
الأب الرحيم وحنان الجد الكريم. فدهش الأقرع لهذا الحنان الذى لم
يألفه وقال: إن لى عشرة من الأولاد ما قبلت منهم أحدا، فنظر إليه
النبى _ صلوات الله وسلامه عليه_ نظرة المتعجب وقال : ( من لا يرحم لا يرحم)
أى من لا يرحم خلق الله فليس أهلا لأن تناله رحمة الله، فإن رحمة الله وسعت كل شىء محرمة على الأشقياء الذين نزعت من قلوبهم الرحمة فلم تجد إليها سبيلا لقول
الرسول صلوات الله وسلامه عليه ( لا تنزع الرحمة إلا من شقى ).
ليست الرحمة إذا مقصورة على الأهل والولد والأحبة بل ليست مقصورة على الناس
وإنما هى عامة شاملة لجميع الخلق فتشمل البهائم والطيور والدواب.
ويدخل فى الرحمة بها تعهدها بالإطعام والسقى والتخفيف عنها فى الحمل.
وعدم الإعتداء عليها بالضرب والإيذاء وقد أخبرنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أن رجلا وجد كلبا يلهث يأكل الثرى من العطش فنزل بئرا وسقى الكلب فشكر
الله له وغفر له. كما أخبرنا أن إمرأة عذبها الله بالنار لقسوتها على هرة حبستها حتى
ماتت. فلا هى أطعمتها إذ حبستها، ولا هى تركتها تأكل من خشاش الأرض.
وإذا طلب من العبد الرحمة بجميع الخلق فأولاهم بها نفسه التى بين جنبيه، ورحمتها
بامتثال أوامر الله واجتناب نواهيه.حتى يكون ذلك وقاية لها من الغضب الله وسخطه،
وسبيلا إلى رحمته ورضوانه. ومن الحمق والجهل أن يرحم المرء غيره. ولا يرحم نفسه
ومن الرحمة بالأولاد والأهل الناشئين أن نعلمهم ونرشدهم ، ونؤدبهم بل نقسوا عليهم
فى التأديب إذا دعت المصلحة إلى القسوة. خوفا عليهم، وحرصا على مستقبلهم.
ومن الرحمة بالأمة إقامة الحدود على مستحقيها، وحمايتها من أعدائها، والدفاع عنها
بالنفس والمال، وكل مرتخص وغال، ولأن الله _ تعالى_ يحب الرحمة والرحماء، وصف نفسه بالرحمن الرحيم، وأرسل خاتم النبيين رحمة للعالمين، وأثنى عليه بأنه
( بالمؤمنين رءوف رحيم ). ثم دعا نبى الرحمة_ صلوات الله وسلامه عليه_ إلى
أن نبدأ باسم الله الرحمن الرحيم كل أمر من أمورنا : طعامنا وشرابنا ومنامنا، وسائر
أحوالنا لنتربى على الرحمة تربية عملية ، تختلط بقلوبنا ، وتمتزج بنفوسنا وأعمالنا
ولنكون أهلا لرحمة الله فى الدنيا والآخرة ، وهو خير الراحمين.
ما يرشدنا إليه هذا الحديث
الإرشاد إلى التحلى بالرحمة والرفق.
التنويه بجزاء الرحماء وسوء عاقبة القساة.