قال الله تعالى: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} [1] قال النبي لابن عباس: (إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله). وفي الترمذي (ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى شسع نعله إذا انقطع، فإنه إن لم ييسره لم يتيسر)، وفي الصحيح، أنه قال لعدى بن مالك والرهط الذين بايعهم معه: (لا تسألوا الناس شيئا) فكان سوط أحدهم يسقط من يده، فلا يقول لأحد: ناولني إياه، وفي الصحيح في حديث السبعين ألفا، الذين يدخلون الجنة بغير حساب: (هم الذين لا يَسْتَرقوُن، ولا يَكْتَوُون، ولا يتَطيَّرُون)، والاسترقاء طلب الرقية، وهو نوع من السؤال.
وأحاديث النهي عن مسألة الناس الأموال كثيرة كقوله: (لا تحل المسألة إلا لثلاثة.. )، وقوله: (لأن يأخذ أحدكم حبله... ) الحديث، وقوله: (لا تزال المسألة بأحدهم... )، وقوله: (من سأل الناس وله ما يغنيه... )، وأمثال ذلك. وقوله: (من نزلت به فاقَةٌ فأنزلها بالناس، لم تسد فاقته) الحديث.
فأما سؤال ما يسوغ مثله من العلم، فليس من هذا الباب؛ لأن المخبرلا ينقص الجواب من علمه بل يزداد بالجواب، والسائل محتاج إلى ذلك، قال : (هلا سألوا إذا لم يعلموا؟ فإن شفاء العىِّ السؤال). ولكن من المسائل ما ينهى عنه، كما قال تعالى: {لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء} [2]. وكنهيه عن أغلوطات المسائل ونحو ذلك.
وأما سؤله لغيره أن يدعو له: فقد قال النبي لعمر: (لا تنسنا من دعائك)، وقال: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليّ فإنه من صلَّى عليّ مرة صلى الله عليه عشرًا، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها درجة في الجنة لا تنبغى إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا ذلك العبد، فمن سأل الله لي الوسيلة حَلَّتْ له شفاعتى يوم القيامة)، وقد يقال في هذا: هو طلب من الأمة الدعاء له؛ لأنهم إذا دعوا له حصل لهم من الأجر أكثر مما لو كان الدعاء لأنفسهم. كما قال للذى قال: أجعل صلاتى كلها عليك؟ فقال: (إذًا يَكْفِيكَ الله ما أهَمَّكَ من أمر دنياك وآخرتك)، فطلبه منهم الدعاء له لمصلحتهم، كسائر أمره إياهم بما أمر به، وذلك لما في ذلك من المصلحة لهم، فإنه قد صح عنه أنه قال: (ما من رجل يدعو لأخيه بظهر الغيب بدعوة إلا وكل الله به ملكا كلما دعا دعوة قال الملك الموكل به: آمين ولك مثله).
وأحاديث النهي عن مسألة الناس الأموال كثيرة كقوله: (لا تحل المسألة إلا لثلاثة.. )، وقوله: (لأن يأخذ أحدكم حبله... ) الحديث، وقوله: (لا تزال المسألة بأحدهم... )، وقوله: (من سأل الناس وله ما يغنيه... )، وأمثال ذلك. وقوله: (من نزلت به فاقَةٌ فأنزلها بالناس، لم تسد فاقته) الحديث.
فأما سؤال ما يسوغ مثله من العلم، فليس من هذا الباب؛ لأن المخبرلا ينقص الجواب من علمه بل يزداد بالجواب، والسائل محتاج إلى ذلك، قال : (هلا سألوا إذا لم يعلموا؟ فإن شفاء العىِّ السؤال). ولكن من المسائل ما ينهى عنه، كما قال تعالى: {لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء} [2]. وكنهيه عن أغلوطات المسائل ونحو ذلك.
وأما سؤله لغيره أن يدعو له: فقد قال النبي لعمر: (لا تنسنا من دعائك)، وقال: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليّ فإنه من صلَّى عليّ مرة صلى الله عليه عشرًا، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها درجة في الجنة لا تنبغى إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا ذلك العبد، فمن سأل الله لي الوسيلة حَلَّتْ له شفاعتى يوم القيامة)، وقد يقال في هذا: هو طلب من الأمة الدعاء له؛ لأنهم إذا دعوا له حصل لهم من الأجر أكثر مما لو كان الدعاء لأنفسهم. كما قال للذى قال: أجعل صلاتى كلها عليك؟ فقال: (إذًا يَكْفِيكَ الله ما أهَمَّكَ من أمر دنياك وآخرتك)، فطلبه منهم الدعاء له لمصلحتهم، كسائر أمره إياهم بما أمر به، وذلك لما في ذلك من المصلحة لهم، فإنه قد صح عنه أنه قال: (ما من رجل يدعو لأخيه بظهر الغيب بدعوة إلا وكل الله به ملكا كلما دعا دعوة قال الملك الموكل به: آمين ولك مثله).