الرئيسية
من طرف الحمد لله الملك الوهاب الغفور التواب يتوب على التائبين مهما عظمت ذنوبهم إذا تابوا إليه ويبدل سيئاتهم حسنات إذا أصلحوا أعمالهم وأنابوا إليه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما..
أما بعد أيها الناس أتقوا الله تعالى وتوبوا إلى ربكم بالرجوع إليه من معصيته إلى طاعته ومن البعد عنه إلى التقرب إليه ومن رجز الذنوب إلى التطهر منها فإن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين أيها الناس إن التوبة من الذنوب واجبة على الفور لا يجوز تأخيرها ولا التكاسل فيها إن تأخير التوبة ذنب يحتاج إلى توبة إن التوبة واجبة لأن الله أمر بها في كتابه وأمر بها رسوله صلى الله عليه وسلم ورتّب عليها الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة قال الله عز وجل ) وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(النور: من الآية31) وقال تعالى )وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ)(هود: من الآية3) وقال النبي صلى الله عليه وسلم 
يا أيها الناس توبوا إلى الله وأستغفروه فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة) هذا وهو النبي صلى الله عليه وسلم الذي غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر يتوب إلى الله في اليوم مائة مرة فما بالنا نحن المفرطون المضيعون المهملون؟ نسأل الله أن يتوب علينا جميعا ويغفر لنا أيها المسلمون إن التوبة إلى الله واجبة على الفور لأن الله تعالى أمر الله بها وأوامر الله ورسوله كلها على الفور إذا لم يقم دليل على جواز تأخيرها وتأخير التوبة يسبب تراكم الذنوب والرين على القلوب ، في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إن المؤمن إذا أذنب ذنبا كانت نقطة سوداء في قلبه فإن تاب ونزع وأستغفر صقل منها وإن زاد زادت حتى يغلف بها قلبه) فذلك الران الذي ذكر الله في كتابه )كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (المطففين:14) أيها المسلمون توبوا إلى الله توبة نصحوة يمحوا بها ذنوبكم ويكفر سيئاتكم ويرفع درجاتكم )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (التحريم:
أيها المسلمون إن التوبة لن تكون نصوحا مقبولة حتى يتم فيها خمسة شروط لن تكون مقبولة حتى تكون خالصة لله بأن يكون الباعث لها حب الله تعالى وتعظيمه ورجاء ثوابه والخوف من عقابه فلا يريد بها تزلقا إلى مخلوق ولا عرضا من الدنيا ولن تكون التوبة مقبولة حتى يكون المذنب نادما آسفا على ما فعل من المعصية بحيث يتمنى أنه لم يفعل المعصية لأن هذا الندم يوجب الإنكسار بين يدي الله عز وجل والإنابة إليه ولن تكون التوبة مقبولة حتى يقلع عن المعصية فإن كانت المعصية بفعل محرم تركه في الحال وإن كانت بترك واجب فعله إن كان مما يمكن قضائه وإن كانت مما يتعلق بحقوق الخلق تخلّص منها وأداها إلى أهلها أو أستحلهم منها فلا تصح التوبة من الغيبة وهو مستمر عليها ولا تصح التوبة من الربا وهو من مستمر على التعامل به إن كثيرا من الناس عندما تنصحه ليقلع من المعصية يقابلك يقول الله يعيننا على أنفسنا ونعم ما قال ولكنها كلمة حقٍ ليست بنية جازمة صادقة إنها كلمة حقٍ لأن الله إذا لم يعن العبد فلا خلاص له ولكنها كلمة يرددها من يقولها ليعتبر عن الإستمرار في المعصية ولكنها ليست بعذر لأن العبد مأمور مع الإستعانة بربه أن يحرص على ما ينفعه قال النبي صلى الله عليه وسلم (إحرص على ما ينفعك وأستعن بالله ولا تعجل) إنها لا تقبل التوبة من ترك الجماعة وهو مستمر على ترك الجماعة ولا تقبل التوبة من الغش والخيانة وهو مقيم على ذلك إن من يدعي التوبة من ذنب وهو مقيم عليه فإن توبته إستهزاء بالله عز وجل لا تزيده من الله إلا بعده فمن أعتذر إليك من فعل شيء وهو مقيم عليه فإنك لا تعتبره إلا مستهزءا بك لاعبا عليك فأتقوا الله أيها المسلمون وتوبوا إلى الله وأقلعوا من ذنوبكم وأعزموا أن لا تعودوا في المستقبل فلن تكون التوبة مقبولة حتى يعزم التائب أن لا يعود في المستقبل لأنه إن لم يعزم على ذلك فتوبته مؤقته يتحين فيها الفرص المواتية لا تدل على كراهته للمعصية وهربه منها إلى طاعة الله عز وجل وإن التوبة لن تكون مقبولة حتى تصدر في زمن قبولها وهو ما كان قبل حضور الأجل وقبل طلوع الشمس من مغربها فإن كانت التوبة بعد حضور الأجل ومعاينة الموت لم تقبل قال الله تعالى )وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ)(النساء: من الآية18) وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر ) يعني يغرغر بروحه وإذا كانت التوبة بعد طلوع الشمس من مغربها لم تقبل لقول الله تعالى ) يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرا)(الأنعام: من الآية158) والمراد بذلك طلوع الشمس من مغربها إذا راها الناس طالعة منه أمنوا أجمعون ولكن ) لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً)(الأنعام: من الآية158) وعن عبد الله بن عمر بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لاتزال التوبة تقبل حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت طبع على كل قلب بما فيه) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه) فتوبوا أيها المسلمون أكثروا من الإستنغفار والتوبة أكثروا من التوبة إلى الله وثقوا بأن التوبة النصوحة تجب ما قبلها من الذنوب مهما عظمت يقول الله تعالى )قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر:53) )وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ) (الزمر:54) )وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ) (الزمر:55) )أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ) (الزمر:56) )أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) (الزمر:57) )أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) (الزمر:58) )بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ) (الزمر:59)اللهم وفقنا للتوبة النصوح اللهم وفقنا للتوبة النصوح التي تمحو بها ما سلف من ذنوبنا وتيسر بها أمورنا وترفع درجاتنا ربنا أغفر لنا ولأخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين أمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
يا أيها الناس توبوا إلى الله وأستغفروه فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة) هذا وهو النبي صلى الله عليه وسلم الذي غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر يتوب إلى الله في اليوم مائة مرة فما بالنا نحن المفرطون المضيعون المهملون؟ نسأل الله أن يتوب علينا جميعا ويغفر لنا أيها المسلمون إن التوبة إلى الله واجبة على الفور لأن الله تعالى أمر الله بها وأوامر الله ورسوله كلها على الفور إذا لم يقم دليل على جواز تأخيرها وتأخير التوبة يسبب تراكم الذنوب والرين على القلوب ، في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إن المؤمن إذا أذنب ذنبا كانت نقطة سوداء في قلبه فإن تاب ونزع وأستغفر صقل منها وإن زاد زادت حتى يغلف بها قلبه) فذلك الران الذي ذكر الله في كتابه )كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (المطففين:14) أيها المسلمون توبوا إلى الله توبة نصحوة يمحوا بها ذنوبكم ويكفر سيئاتكم ويرفع درجاتكم )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (التحريم: أيها المسلمون إن التوبة لن تكون نصوحا مقبولة حتى يتم فيها خمسة شروط لن تكون مقبولة حتى تكون خالصة لله بأن يكون الباعث لها حب الله تعالى وتعظيمه ورجاء ثوابه والخوف من عقابه فلا يريد بها تزلقا إلى مخلوق ولا عرضا من الدنيا ولن تكون التوبة مقبولة حتى يكون المذنب نادما آسفا على ما فعل من المعصية بحيث يتمنى أنه لم يفعل المعصية لأن هذا الندم يوجب الإنكسار بين يدي الله عز وجل والإنابة إليه ولن تكون التوبة مقبولة حتى يقلع عن المعصية فإن كانت المعصية بفعل محرم تركه في الحال وإن كانت بترك واجب فعله إن كان مما يمكن قضائه وإن كانت مما يتعلق بحقوق الخلق تخلّص منها وأداها إلى أهلها أو أستحلهم منها فلا تصح التوبة من الغيبة وهو مستمر عليها ولا تصح التوبة من الربا وهو من مستمر على التعامل به إن كثيرا من الناس عندما تنصحه ليقلع من المعصية يقابلك يقول الله يعيننا على أنفسنا ونعم ما قال ولكنها كلمة حقٍ ليست بنية جازمة صادقة إنها كلمة حقٍ لأن الله إذا لم يعن العبد فلا خلاص له ولكنها كلمة يرددها من يقولها ليعتبر عن الإستمرار في المعصية ولكنها ليست بعذر لأن العبد مأمور مع الإستعانة بربه أن يحرص على ما ينفعه قال النبي صلى الله عليه وسلم (إحرص على ما ينفعك وأستعن بالله ولا تعجل) إنها لا تقبل التوبة من ترك الجماعة وهو مستمر على ترك الجماعة ولا تقبل التوبة من الغش والخيانة وهو مقيم على ذلك إن من يدعي التوبة من ذنب وهو مقيم عليه فإن توبته إستهزاء بالله عز وجل لا تزيده من الله إلا بعده فمن أعتذر إليك من فعل شيء وهو مقيم عليه فإنك لا تعتبره إلا مستهزءا بك لاعبا عليك فأتقوا الله أيها المسلمون وتوبوا إلى الله وأقلعوا من ذنوبكم وأعزموا أن لا تعودوا في المستقبل فلن تكون التوبة مقبولة حتى يعزم التائب أن لا يعود في المستقبل لأنه إن لم يعزم على ذلك فتوبته مؤقته يتحين فيها الفرص المواتية لا تدل على كراهته للمعصية وهربه منها إلى طاعة الله عز وجل وإن التوبة لن تكون مقبولة حتى تصدر في زمن قبولها وهو ما كان قبل حضور الأجل وقبل طلوع الشمس من مغربها فإن كانت التوبة بعد حضور الأجل ومعاينة الموت لم تقبل قال الله تعالى )وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ)(النساء: من الآية18) وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر ) يعني يغرغر بروحه وإذا كانت التوبة بعد طلوع الشمس من مغربها لم تقبل لقول الله تعالى ) يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرا)(الأنعام: من الآية158) والمراد بذلك طلوع الشمس من مغربها إذا راها الناس طالعة منه أمنوا أجمعون ولكن ) لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً)(الأنعام: من الآية158) وعن عبد الله بن عمر بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لاتزال التوبة تقبل حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت طبع على كل قلب بما فيه) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه) فتوبوا أيها المسلمون أكثروا من الإستنغفار والتوبة أكثروا من التوبة إلى الله وثقوا بأن التوبة النصوحة تجب ما قبلها من الذنوب مهما عظمت يقول الله تعالى )قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر:53) )وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ) (الزمر:54) )وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ) (الزمر:55) )أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ) (الزمر:56) )أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) (الزمر:57) )أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) (الزمر:58) )بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ) (الزمر:59)اللهم وفقنا للتوبة النصوح اللهم وفقنا للتوبة النصوح التي تمحو بها ما سلف من ذنوبنا وتيسر بها أمورنا وترفع درجاتنا ربنا أغفر لنا ولأخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين أمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.الحمد لله على إحسانه وأشكره على توفيقه وإمتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ألهويته وربوبيته وسلطانه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي أيده الله ببرهانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وأعوانه وسلم تسليما...
أما بعد
أيها الناس أتقوا الله تعالى ولقد سمعتم ما في التوبة إلى الله عز وجل من الأهمية والوجود وأنه لا يجوز للإنسان أن يؤخر التوبة لأنه لا يدري متى يفجأه الموت قد يموت وهو يمشي ماضيا إلى بيته أو مقبلا إلى عمله قد يموت وهو في سيارته أو على مكتبه إن الموت ليس له أمد يعلمه الإنسان ) وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ)(لقمان: من الآية34) أيها المؤمن بالله ورسوله أتق الله وأدي الحقوق إلى أهلها كم من إنسان مطلوب طلبا حالاً وهو قادر على وفائه لكنه يماطل صاحب الحق يقول غدا وإذا جاء غدا قال إتي بعد غد وهكذا يماطل به وهو قادر على الوفاء وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (مطل الغني ظلم) وكم من عامل مستأجر على عمل لا يقوم بعمله على الوجه المطلوب فيكون بذلك آكلا حراما لأن الأجرة لا تصح للمستأجر إلا إذا أدى عمله على الوجه المتفق عليه بينه وبين المؤجر وكم من مؤجر يماطل بأكل أجرة المستأجر وربما لا يعطيه أبدا ويجحد حقه وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: قال الله تعالى : ((ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطاء بي ثم غدر ،( يعني عاهد بالله ثم غدر بالعهد) ، ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل أستأجر أجيرا فأستوفى منه ولم يعطه أجره.)) من كان الله خصمه فإنه مخصوم ومغلوب إن الإنسان يجب عليه أن يؤدي الحقوق إلى أهلها كما يحب أن يؤدوها إليه ومن لم يكن كذلك فإنه ناقص الإيمان لقول النبي صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) ما أكثر العمال الذين يشتكون ممن آجروهم ما أكثر المكفولين الذين يشتكون ممن كفلوهم وما أكثر الناس الذين يشتكون ممن باعوا عليه فلم يوفيهم وما أكثر الذين يشتكون من الغش والخيانة والكذب في البيع والشراء إن كل هذه أعمال المحرمة على الإنسان أن يتوب منها إلى الله وأن يؤدي الحقوق إلى أهلها قبل أن يموت فيفوت قبل أن تؤخذ الحقوق من أعماله الصالحة يوم القيامة يوم لا درهم ولا دينار يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة ، اللهم أعنا على أداء حقوقك وحقوق عبادك يا رب العالمين اللهم هيئ لنا توبة صالحة ننيب بها إليك اللهم وفقنا وإخواننا المسلمين لما تحب وترضى يا رب العالمين أيها المسلمون إن خير الحديث كتاب الله وإن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فعليكم بالجماعة عليكم بالجماعة وهي الإجتماع على دين الله وعدم التفرق فيه ولا سيما الإجتماع على الصلوات الخمس التي أمرتم بالإجتماع فيها إجتمعوا على دين الله عز وجل ولا تفرقوا فيه فإن يد الله على الجماعة ومن شذّ شذّ في النار وأعلموا أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه فقال جل من قائل عليما )إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب:56) سمعاً لك وطاعة يا ربنا اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم أرزقنا محبته وأتباعه ظاهرا وباطنا اللهم توفنا على ملته اللهم أحشرنا في ذمرته اللهم أسقنا من حوضه اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم أجمعنا به في جنات النعيم اللهم أرضى عن خلفائه الراشدين وعن أولاده الغر الميامين وعن زوجاته أمهات المؤمنين وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وأرضى اللهم عنا معهم بمنّك وكرمك وجودك يا رب العالمين اللهم أعز المسلمين في كل مكان اللهم أنصرهم على عدوهم اللهم من أراد بالمسلمين سوءا فأجعل كيده في نحره وشتت شمله وفرق جمعه وأهزم جنده يا رب العالمين اللهم أنصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان اللهم أنصرهم على عدوهم يا رب العالمين أيها المسلمون إن المطر قد تأخر عنا بعض التأخر وإن كل ما يصيبنا فإنه بما كسبت أيدينا والله يعفو عن كثير يقول الله تعالى )وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) (الشورى:30) وإنه ليس بكم غنى عن ربكم طرفة عين إنه سبحانه هو الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء إنه سبحانه هو الذي قال لرسوله صلى الله عليه وسلم )وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (البقرة:186) إنه سبحانه هو الذي قال )وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) (غافر:60) أكثروا أيها المسلمون من دعاء الله عز وجل فإن من دعا الله تعالى بإخلاص فإنه لن يخيب أبدا إما أن يستجيب الله له دعائه وإما أن يدخرها له يوم القيامة وإما أن يصرف عنه من السوء ما هو أعظم أيها المسلمون دخل رجل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب الناس يوم الجمعة فقال يا رسول الله هلك المال وإنقطعت السبل فأدعو الله يغيثنا فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه ورفع الناس أيدهم وقال (اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا قال أنس بن مالك فو الله ما في السماء من سحاب ولا قزعة ولا سحاب واسع ولا قزعة أي ولا قطعة من غيث السماء صحو قال وما بييننا وبين سلع من بيت ولا دار وسلع جبل معروف في المدينة تأتي من نحوه الغمام والسحاب قال فخرجت من ورائه سحابة فلما توسطت السماء إنتشرت وإتسعت ورعدت وأبرقت وأمطرت فما نزل النبي صلى الله عليه وسلم من منبره إلا والمطر يتحاذر من لحيته ، ما أعظم قدرة الله عز وجل وما أسرع إجابته ويا لها من آية عظيمة تدل على صدق النبي صلى الله عليه وسلم وأنه رسول رب العالمين قال أنس فما رأينا الشمس بتا أي كل الإسبوع كان المطر فلما كانت الجمعة الثانية جاء رجل أو الرجل الأول فقال يا رسول تهدم البناء وغرق المال فأدعو الله يمسكها عنا فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الأثام والضراب وبطون الأودية ومنابت الشجر وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يشير إلى ناحية السحاب فما يشير إلى ناحية إلا إنفرجت بأذن الله فخرج الناس يمشون في الشمس وبقي ما كان حول المدينة يمطر مطرا عظيما حتى سال وادي قناة شهرا كاملا فتبارك الله رب العالمين اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا يا رب العالمين نسالك اللهم أن تغيثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا غيثا مغيثا هنيئاً مريئا غدقا مجلجلا عاما نافعا غير ضار اللهم أسقنا غيثا تحي به البلاد وترحم به العباد وتجعله بلاغا للحاضر والباد اللهم أنت ربنا وإلهنا وملجأنا وملاذنا ومعاذنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أسقنا الغيث والرحمة ولا تجعلنا من القانطين اللهم إنا عبيدك خلق من خلقك ليس بنا غنى عن فضلك اللهم فتفضل علينا بجودك وإحسانك يا رب العالمين اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد
