منتديات احباب المغرب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات احباب المغرب

منتدى احباب المغرب يرحب بجميع الاعضاء و الزوار و نتمنى من كل زائر اين يسكن بيت احباب المغرب الى الابد


4 مشترك

    لأنس بالله تعالى ثمرة الطاعات والتقرب إلى رب الأرض والسماوات

    benghazi
    benghazi
    عضو جديد
    عضو جديد


    تاريخ التسجيل : 06/04/2014
    تاريخ الميلاد : 14/05/1920
    عدد المساهمات : 26
    العمر : 104
    ذكر
    الثور

    موضوع عادي لأنس بالله تعالى ثمرة الطاعات والتقرب إلى رب الأرض والسماوات

    مُساهمة من طرف benghazi الأحد أبريل 06, 2014 9:26 am

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    قال ابن القيم رحمه الله تعالى :
    " ومن علامات صحة القلب : أن لا يفتر عن ذكر ربه ، ولا يسأم من خدمته ، ولا يأنس بغيره ، إلا بمن يدله عليه ، ويذكِّرُهُ به ، ويذاكره بهذا الأمر" انتهى من " إغاثة اللهفان " ( ص 72 ) .
    فالأنس بالله تعالى حالة وجدانية تحمل على التنعم بعبادة الرحمن ، والشوق إلى لقاء ذي الجلال والإكرام .
    قال أحد السلف : " مساكين أهل الدنيا ، خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها ، قيل : وما أطيب ما فيها ؟ قال : محبة الله ، والأنس به ، والشوق إلى لقائه ، والتنعم بذكره وطاعته ".

    انتهى من " إحسان سلوك العبد المملوك إلى ملك الملوك " لعبد الكريم الحميد (1/168) . 

    وكما أنه لا نسبة لنعيم ما في الجنة إلى نعيم النظر إلى وجهه الأعلى سبحانه ، فلا نسبة لنعيم الدنيا إلى نعيم محبته ومعرفته والشوق إليه والأنس به ، بل لذة النظر إليه سبحانه تابعة لمعرفتهم به ومحبتهم له ، فإن اللذة تتبع الشعور والمحبة ، فكلما كان المحب أعرف بالمحبوب وأشد محبة له كان التذاذه بقربه ورؤيته ووصوله إليه وأنسه به أعظم .
    فالأنس بالله مقام عظيم من مقامات الإحسان الذي قال عنه النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح : ( أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ ) .
    أخرجه البخاري (50) ، ومسلم (5) .
    قال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعليقا على الحديث والأثر : 
    " فهذان مقامان : 
    أحدهما : الإخلاص ، وهو أن يعمل العبد على استحضار مشاهدة الله إياه واطلاعه عليه وقربه منه .
    الثاني : أن يعمل العبد على مشاهدة الله بقلبه ، وهو أن يتنور قلبه بنور الإيمان" .
    انتهى من " استنشاق نسيم الأنس من نفحات رياض القدس".
    يشير ابن رجب رحمه الله بكلامه هذا إلى منزلة المراقبة ، ومقام المشاهدة أو المعاينة كما يسميه بعض أهل العلم .
    فـ" المشاهدة " ناتجة عن معاينة آثار أسمائه وصفاته تعالى في الكون ، بحيث يترتب عن ذلك تنور القلب وتعلقه بالرب ، وهذه المنزلة هي التي قال عنها النبي عليه الصلاة والسلام : ( أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ ) فهي رؤية حُكْمية .
    أما " المراقبة " فهي العلم واليقين باطلاع الحق سبحانه على ظاهر العبد وباطنه ، وهي التي قال فيها عليه الصلاة والسلام : ( فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ ) .
    قال الحافظ ابن رجب رحمه الله بعد كلامه السابق :
    " يتولد عن هذين المقامين : الأنس بالله ، والخلوة لمناجاته وذكره ، واستثقال ما يشغل عنه من مخالطة الناس والاشتغال بهم " .
    انتهى من " استنشاق نسيم الأنس من نفحات رياض القدس "
    فمنزلة المراقبة إذا تحققت في العبد حصل له الأنس بالله تعالى .
    ووجه ذلك أنه إذا حصلت المراقبة يحصل القرب من الرب سبحانه ، والقرب منه جل وعلا يوجب الأنس .
    قال الإمام ابن القيم رحمه الله : 
    " والقرب يوجب الأنس والهيبة والمحبة " . انتهى من " مدارج السالكين "(2/382) .
    ويقول كذلك رحمه الله :
    " وقوة الأنس وضعفه على حسب قوة القرب ، فكلما كان القلب من ربه أقرب كان أنسه به أقوى ، وكلما كان منه أبعد كانت الوحشة بينه وبين ربه أشد " . 
    انتهى من " مدارج السالكين " (3 / 95) .
    وإذا ارتقى العبد إلى تحقيق مقام المشاهدة والمعاينة لآثار أسمائه وصفاته في الكون بحيث يتنور قلبه حصل الأنس ، ووجهه أن منشأ الأنس بالله تعالى ومبدؤه التعبد بمقتضى أسمائه تعالى وصفاته بعد التفهم لمعانيها .
    قال ابن القيم رحمه الله تعالى :
    " هذا الأنس المذكور مبدؤه الكشف عن أسماء الصفات التي يحصل عنها الأنس ويتعلق بها ، كاسم الجميل ، والبر ، واللطيف ، والودود ، والحليم ، والرحيم ، ونحوها " 
    انتهى من " مدارج السالكين " (2/419) .
    وزيادة في الإيضاح نقول : أن التفهم لمعاني الأسماء والصفات يحمل العبد على معاملة ربه بالمحبة والرجاء وغيرهما من أعمال القلوب .
    قال الإمام العز بن عبد السلام رحمه الله :
    " فهم معاني أسماء الله تعالى وسيلة إلى معاملته بثمراتها من : الخوف ، والرجاء ، والمهابة ، والمحبة ، والتوكل ، وغير ذلك من ثمرات معرفة الصفات " . 
    انتهى من " شجرة المعارف والأحوال " .
    والعبد إذا ارتقى بالعلم النافع والعمل الصالح إلى مقام الإحسان واستقرت قدمه فيه أنس بالله تعالى والتذ بطاعته وذكره .
    قال العلامة السعدي رحمه الله ، مقررا ذلك في منظومته ، واصفا أهل السير إلى الله والدار الآخرة :
    " عبدوا الإله على اعتقاد حضوره **** فتبوؤوا في منزل الإحسان " .
    ثم قال شارحا رحمه الله : 
    " وهذه المنزلة من أعظم المنازل وأجلها ، ولكنها تحتاج إلى تدريج للنفوس شيئا فشيئا ، ولا يزال العبد يعودها نفسه حتى تنجذب إليها وتعتادها ، فيعيش العبد قرير العين بربه ، فرحا مسرورا بقربه " .
    ولذا فإن الأنس بالله تعالى ثمرة الطاعات والتقرب إلى رب الأرض والسماوات ، كما قال ابن القيم رحمه الله : " فكل طائع مستأنس ، وكل عاص مستوحش" .
    انتهى من " مدارج السالكين " (2/406 ) .

    قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى :
    " إنما يقع الأنس بتحقيق الطاعة ؛ لأن المخالفة توجب الوحشة ، والموافقة مبسطة المستأنسين ، فيا لذة عيش المستأنسين ، ويا خسارة المستوحشين " انتهى من " صيد الخاطر " (ص 213 ) .
    قيل للعابد الرباني وهيب بن الورد رحمه الله : " هل يجد طعم العبادة من يعصيه ؟ قال : لا ، ولا من يهم بالمعصية " .
    وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول : 
    " من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية " . انتهى 
    ولأجل ذلك كان السلف الصالح الكرام ، والأئمة الأعلام يتشوقون إلى فعل الطاعات ، ويحرصون على تقديم القربات لرب الأرض والسماوات ، ولا يسأمون من العبادات لأنسهم برب البريات .
    قال الوليد بن مسلم : " رأيت الأوزاعي يثبت في مصلاه يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس " .
    وهذا أبو عائشة الإمام التابعي مسروق بن الأجدع كان يصلي حتى تتورم قدماه ، قالت زوجته : " فربما جلست أبكي مما أراه يصنع بنفسه ، ولما حضرته الوفاة قال : ما آسى على شيء إلا على السجود لله تعالى " .
    فاحرص على بلوغ منزلة الإحسان وفق العلم الأثري والهدي النبوي حتى ترزق الأنس عند الطاعات ، ولا تستوحش إذا خلوت بذكر رب الأرض والسماوات ، فليس العجب ممن لم يأنس بالله ولم يرزق التوفيق ، وإنما العجب ممن أدرك ذلك وانحرف عنه إلى بنيات الطريق "
    انتهى جميع المادة السابقة منقولة باختصار يسير من كتاب " فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب " للشيخ محمد نصر الدين عويضة.
    والله أعلم.

    موقع الإسلام سؤال وجواب
    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    تاريخ التسجيل : 21/12/2013
    تاريخ الميلاد : 26/05/1991
    عدد المساهمات : 1230
    العمر : 33
    ذكر
    الجوزاء

    موضوع عادي رد: لأنس بالله تعالى ثمرة الطاعات والتقرب إلى رب الأرض والسماوات

    مُساهمة من طرف Admin الأحد أبريل 06, 2014 10:42 am

    من أنفاس لا تهدأ .. يبدأ الحديث
    وحين يعلم أنه إليك ..
    يلبس حلة القصيد .. وصوت النغم
    إليك أكتب .. وأصابعى ترقص على لوحة المفاتيح
    تعلم انها تكتب لك ..
    إليك أكتب ..
    فلا تترك القلم يتعذب ...
    أعجبتنى من أجلك سأحضر القمـــر على كفى
    وسأزرع الورد على خــــــــدى
    سأهديك طفولتـــــــى
    وأرقيك بشبابــــى.
    كذاك كان موضوعك
    لكـ خالص إحترامى
    نور الإيمان
    نور الإيمان
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    تاريخ التسجيل : 04/04/2014
    تاريخ الميلاد : 16/04/1968
    عدد المساهمات : 368
    العمر : 56
    انثى
    الحمل

    موضوع عادي رد: لأنس بالله تعالى ثمرة الطاعات والتقرب إلى رب الأرض والسماوات

    مُساهمة من طرف نور الإيمان الإثنين أبريل 14, 2014 12:12 pm

    موضوع رائع
    رفع الله قدرك فى الدارين
    واجزا لك العطاء
    شكرا لطرحك المميز
    وانتقائك الهادف
    جعله المولى فى موازين حسناتك
    بوركت جهودك
    picaso
    picaso
    المبدعون
    المبدعون


    تاريخ التسجيل : 07/04/2014
    تاريخ الميلاد : 09/07/1991
    عدد المساهمات : 980
    العمر : 33
    ذكر
    السرطان

    موضوع عادي رد: لأنس بالله تعالى ثمرة الطاعات والتقرب إلى رب الأرض والسماوات

    مُساهمة من طرف picaso الإثنين أبريل 14, 2014 7:39 pm

    شكرا لك
    بارك الله فيكِ
    وجزاكِ الله خير الجزاء
    دمتِ برضى الله وحفظه ورعايته
     لأنس بالله تعالى ثمرة الطاعات والتقرب إلى رب الأرض والسماوات E1d5761fcc

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت نوفمبر 23, 2024 9:16 am